أبناء مصر
الجمعة 12 سبتمبر 2025 مـ 07:53 صـ 19 ربيع أول 1447 هـ
حزب أبناء مصر
رئيس الحزب م. مدحت حسنين بركات
رئيس الوزراء يلتقي المدير التنفيذي لمصر بمجموعة البنك الدولي رئيس الوزراء يتابع مع وزير الرياضة عددا من ملفات عمل الوزارة رئيس الوزراء يلتقي المدير التنفيذي لمصر بمجموعة البنك الدولي محمد عمر يكتب: اليمن بعد 63 عامًا من الثورة.. أي مستقبل ينتظر؟ مدافع الناتو تدوي في الشمال.. رعاة الرنة الفنلنديون بين مطرقة التحالف وصمت الدولة الناتو يضيّق الخناق على الرعاة.. هل أصبح الساميون رهائن لانضمام فنلندا؟ زياد جمال شوقي يكشف عن ZG NOTEBOOK D1.. أول لابتوب مصري يجمع بين الذكاء الاصطناعي ونظام تشغيل ثلاثي إبراهيم حشاد وإسلام حشاد يبرزان سحر الأناقة المصرية في «ميس إيجيبت» وزير الإسكان يعقد اجتماعا لمتابعة سير العمل بقطاعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة اتصالات مكثفة لوزير الخارجية بشأن الملف النووي الإيراني رئيس الوزراء يترأس اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة «دوباي» تطلق خدمة «أقبض بدري» لأول مرة في مصر: دعم الاستقرار المالي للموظفين وتعزيز مرونة المدفوعات للشركات

محمد عمر يكتب: اليمن بعد 63 عامًا من الثورة.. أي مستقبل ينتظر؟

من الصعب أن يمر السادس والعشرون من سبتمبر على أي يمني دون أن يتوقف عنده قليلًا، وهذا التاريخ ليس مجرد رقم في التقويم بل لحظة قلبت حياة بلد بأكمله وليلة 26 سبتمبر من عام 1962 اهتزت صنعاء لتعلن بداية خروج اليمن من قوقعة العزلة نحو أفق جديد.


قبل سبتمبر كان اليمن يعيش كما لو أنه خارج حركة الزمن حتي جاءت الثورة كصرخة مدوية: اليمني يستحق حياة أخرى أوسع وأعدل وأكرم.

سبتمبر لم يكن خبرا سياسيا عابرًا بل كان لحظة ولادة الفلاح الذي أنهكته الجبايات والمعلم الذي كان ينتظر سبورة وكتابًا والجندي الذي حلم بكرامة، كلهم شعروا أن الثورة تخصهم ربما لهذا السبب التصقت في الذاكرة كحدث جمع الناس لا كنخبة بل كصوت شعبي قبل أن يكون بيانا عسكريا.

ولا يمكن استدعاء تلك المرحلة دون ذكر مصر عظيمة الدنيا وسيدة الأرض فمصر لم تكن مجرد داعم سياسي أو عسكري، بل كانت شريكًا في الحلم وقوفها إلى جانب اليمن حمل معنى أكبر من السلاح والعتاد؛ كان رسالة أن معركة اليمن هي معركة الأمة كلها وحتى اليوم ما زالت الذاكرة الشعبية في مصر واليمن تحمل دفئا خاصا لتلك اللحظة كأنها رابطة إنسانية لم يبهت لونها بمرور العقود.

لكن وكما يحدث دائمًا مع الأحلام الكبيرة الطريق لم يكن مفروشا بالورود فسرعان ما تداخلت الصراعات الداخلية والتجاذبات الخارجية، وحاولت قوى مختلفة أن تفرغ الثورة من مضمونها ومع ذلك بقي سبتمبر حاضرا في ضمير الناس كأنه بوصلة تقول: هناك طريق للحرية مهما طال ومهما التوى.

واليوم ونحن نحيي في عام 2025 الذكرى الثالثة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، يظل السؤال قائمًا: هل تحقق ما حلم به الجيل الأول؟ هل وصلنا إلى دولة العدالة والمواطنة التي أرادوها؟ أم أننا ما زلنا نراوح بين حرب وانقسام؟ الجواب ليس مريحًا لكنه لا يلغي أن روح سبتمبر ما زالت حية، نراها في إصرار الناس على فكرة الدولة وفي توقهم المستمر أن يعيشوا بكرامة ورغم كل ما أرهقهم من جراح.


وهنا يتجدد الحضور المصري في المشهد فكما كانت بالأمس تواصل اليوم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيد أن استقرار اليمن جزء من أمن المنطقة كلها وهذا الموقف يتجاوز حدود السياسة الرسمية، ليعيد التذكير بأن التضامن العربي ليس ذكرى تاريخية بل التزام متجدد كلما عصفت الرياح.

وفي النهاية ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد صفحة في كتاب أو مناسبة سنوية بل إنها وعد لم يكتمل بعد وذاكرة حيّة تقول للأجيال: الحرية التي انتزعها الآباء أمانة بين أيديكم المستقبل لن يبنى بالصراع والانقسام، بل بإحياء الحلم الذي جمع اليمنيين ذات ليلة قبل أكثر من ستين عامًا والحلم ما دام صادقا لا يموت.


موضوعات متعلقة