أبناء مصر
الخميس 30 أكتوبر 2025 مـ 11:44 صـ 8 جمادى أول 1447 هـ
حزب أبناء مصر
رئيس الحزب م. مدحت حسنين بركات
كلية التجارة بجامعة الأزهر تناقش رسالة دكتوراه حول توزيع باور رايلي المحول من عامل بسيط إلى مرشح برلماني.. قصة كفاح مصطفى محمد إبراهيم ابن السويس الأصيل صبري جابر.. أول رئيس قطاع بحزب سياسي من متحدي الإعاقة يحقق انتشارا واسعا في المنتزة محمد عبدالعال عسر: أسوان تستحق أن تكون مركز الصناعة والطاقة في الجنوب رحاب غزالة تكتب: الوعي الوطني الطريق الحقيقي لبناء الجمهورية الجديدة مدحت بركات يكتب: دور الأحزاب في دعم الدولة المصرية وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي للمشروعات السكنية والبنية الأساسية بالسويس الجديدة أبناء مصر بقيادة مدحت بركات يستقبلون اللواء كمال الدالي ويؤكدون: نحتاج إلى نواب خدموا الوطن بصدق حزب أبناء مصر يعلن مرشحيه ودعمه للمستقلين في انتخابات مجلس النواب 2025 أزمة الحسابات الختامية بالجمعية المصرية لمرضى الكبد والكلى بميت أبو خالد مركز ميت غمر تتصاعد محافظ أسيوط يفتتح المعرض الزراعي الشامل بالتعاون مع الشركة المصرية للتنمية الزراعية والريفية المهندس محمد أحمد كمال الدين.. صوت الشباب في انتخابات النواب 2025 بحلوان والتبين و15 مايو

عمرو خالد: روشتة من سنة رسول الله لمواجهة الإحباط واليأس

عمرو خالد
عمرو خالد

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن تأخر تحقيق الأحلام والطموحات في الحياة قد يؤدي إلى حالة من الإحباط، والتوقف عن الدعاء، وتراجع الجهد والهمة.

وقدّم خالد في الحلقة الرابعة عشر من برنامجه الرمضاني "نبي الإحسان"، وصفة من السنة النبوية، لعلاج هذه الأوجاع النفسية، على النحو التالي:

أولاً: إياك أن تتوقف عن الطمع في عطاء الله
فإن الله لا يحب الإنسان الكسول، بل يحب الإنسان الطموح، ويريد أن يطمعك في عطائه: لأن الإنسان أعظم ما خلق الله من الكائنات، فهو لايريد أن تصلي وتصوم فحسب، بل يريد أن تكون طموحًا، تعمر وتنجح.

وأورد خالد، أدلة من القرآن تحث على الطمع في عطاء الله، ومنها ما حكاه القرآن عن موسى عليه السلام: "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير"، وما جاء عن سليمان عليه السلام: "رب اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي"، وقوله عن زكريا عليه السلام: "هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء"، وأيضًا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا".

وساق خالد أدلة من السيرة تحث على الطمع في عطاء الله وفضله، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الجنة أقرب لأحدكم من شراك نعله"، "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى".

وقال إن الدعاء باسم الله الأعظم يرفع سقف طموح الإنسان، والأحاديث عن ثواب رمضان كلها طمع في عطاء الله، "ليلة القدر خير من ألف شهر"، "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
ثانيًا: لا تدع التعجل وعدم الصبر يقتل طموحك
يأتي العطاء عندما تكون جاهزًا له، فلو أن الله يحبك سيحميك من العطاء إلى أن تجهز، لذا عليك: أن تجهز نفسك (الحل الإحسان.. طور نفسك.. أخرج أفضل ما عندك).

وقال خالد: يحدث الفتح عندما تصل لأحسن نسخة من نفسك مؤهله لحجم الفتح، والحياة مراحل.. كلما تنضج وتحسن نفسك يهيأ لك فتحًا على قدر هذه المرحلة.

وأوضح أن الفتح يحدث نتيجة الإحسان في ثلاث اتجاهات: مع الله عبادة (صلابتك الداخلية في مشوار الحياة)، مع الناس أخلاقًا (شبكة علاقات ودودة مع فريق تنجح معه)، مع الحياة إتقانًا وإبداعًا (تطوير نفسك وقدراتك وعلمك ومهاراتك).

وأشار خالد إلى أنه أثناء هذه الثلاثة تصبح نسختك الأحسن تحت التطوير، من خلال تحت التطوير، التجارب والخبرات مستمرة، الصعود والهبوط، الإخفاق والنجاح.

ثالثًا: أرضَ عن قدر الله
استمتع برحلة النسخة الأحسن ولو طالت بك السنين، لو أن الله يحبك، ستحدث كل نقلة في حياتك على قدر مستوى نضجك وجاهزيتك له.. حب قدر الله، ودع القدر هو من يقود حياتك للفتح.

أكد خالد أن هذه الوصفة سنة ثابتة دائمة، لأنها تتكرر بنفس الطريقة وأحيانًا بنفس الكلمات في القرآن والسنة.. ينزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بآيات فيها نفس المعنى لتأكيد أنها طريقة ربانية.

وأورد نموذجًا لذلك، وهو قصة موسى عليه السلام، يقول القرآن: "ولما بلغ أشده واستوى أتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين"، ومعنى كلمة استوى: أي نضج، وربنا حكى قصته مع القدر في سورة طه "ولقد مننا عليك مرة أخرى.. ثم جئت على قدر يا موسى"، والمعنى أن تستوي وتحسن.

سيرة النبي
قال خالد إن الصحابة كان لديهم طموح كبير في فتح الله وانتصار الإسلام، لكن ذلك لم يحدث إلا بعد 20 عامًا، مسلطًا الضويء على أربع نسخ متطورة من الصحابة، حيث كل نسخة أفضل تؤدي إلى فتح جديد.

النسخة الأولى: قصة تعذيب خباب بن الآرت
غضب النبي صلى الله عليه وسلم من خباب الأرت عندما ذهب له محبطًا، وقال له: ألا تدعو لنا؟، فأجابه: "والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تسير المرأة من صنعاء إلى حضر موت وحدها لا تخشى إلا الله ( طريق فيه مئات قطاع الطرق)، وهذا طمع كبير في الأمان مع الإسلام، كل خوف لديك سيتحول إلى أمان.

ولهذا ظل النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع مع الصحابة في دار الأرقم بن أبي الأرقم ليربيهم ويصل بهم إلى أفضل نسخة منهم (الوصول للإحسان)، وكان يربيهم على ثلاث أشياء: (عبادة – أخلاق – تطوير أنفسهم).

النسخة الثانية: الهجرة وسراقة بن مالك
كان سراقة بن مالك يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة إلى المدينة طمعًا في المكافأة التي رصدتها قريش، وعندما تعثر فرسه وآمن بالنبي، وعده بسواري كسرى، وحصل هذا بعد 20 سنة، عندما جاهزًا لها، ولو حصل هذا مبكرًا لكان أصبح ماديًا، لكن لما أسلم وحسن إسلامه حصل على ما وعده به الرسول: سواري كسرى.

النسخة الثالثة: غزوة بدر
غزوة بدر كانت فتحًا كبيرًا للمسلمين، سماها الله يوم الفرقان، وكان لابد أن يكون لها إعداد وإحسان كبير، لنسخة تصلح لنصر بدر، وكان أقوى إعداد نفسي لها: العبادة. لذلك كانت يوم 17 رمضان في أول سنة فرض فيها الصيام، فالعبادة ومواسم الطاعات جزء هام من تجهيزك لأحسن نسخة.

وكان المسلمون في منتهى الوحدة والحب والطاقة والالتفاف حول النبي صلى الله عليه وسلم الذي سار لمسافة 150 كيلومترًا ، وسأله الحباب بن المنذر عن سبب اختيار معسكر المسلمين: أهو تقدير شخصي من النبي أم هو وحي من الله لا تجوز مخالفته؟ فرد النبي: بل أنه الرأي والحرب والمكيدة، ليعلق قائلاً: فإن هذا ليس بمنزل! واقترح أن يتقدم المسلمون إلى الأمام لكي تكون آبار الماء ضمن حدودهم ويردمون باقي الآبار حتى يحرموا العدو من الوصول للماء.

كان جند المسلمين أكثر من 300 بقليل، وجند المشركين زادوا على ثلاثة أضعافهم، إلا أن المسافة الفارقة بين الجيشين المتقابلين هائلة، وهذا ترتيب الله، دفعهم دفعًا للنصر، فيغط المسلمون في النوم فجر المعركة "إذ يغشيكم النعاس أمنة منه"، وفي يوم المعركة نزل المطر يكفيهم ولا يؤذيهم، "إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم".

ويدعو النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض، حتى وقع رداءه وظهر بياض أبطيه، فيقول له أبوبكر: هون عليك فوالله لا يخزيك الله، فقال: أبشر يا أبا بكر هذا جبريل أخذ بعنان فرسه يقود 1000 من الملائكة، "إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".