أبناء مصر
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 مـ 06:36 صـ 4 جمادى آخر 1447 هـ
حزب أبناء مصر
رئيس الحزب م. مدحت حسنين بركات
غدًا المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل بطولة العالم للكاراتيه «الصحفيين» تهدي درع النقابة لشركة ميناء القاهرة الجوي تقديرا لتعاونها البنّاء مفتي الجمهورية ضيف صالون لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين ويشارك في توزيع تأشيرات العمرة ابتهال عبد الوارث تتصدر مسابقة «رسام السلام» ضمن مشروع «جسور السلام» في عدن تفاصيل لقاء وزير الخارجية مع نظيره السعودي على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بجوهانسبرج رئيس الوزراء يلتقي سكرتير عام الأمم المتحدة ومديرة صندوق النقد الدولي كامل أبو علي يعلن افتتاح 2000 غرفة فندقية جديدة في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم عام 2026 وفد شبابي مصري يزور الهند لتعزيز الشراكة في الابتكار والذكاء الاصطناعي د. محمد سعد الحداد يكتب: جامعة سراج الهدى.. صرح علمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة بقيادة فضيلة الشيخ عبد الرحمن الثقافي الدكتور المستشار نشأت عبدالعليم مرشح حزب الإصلاح والنهضة بأسيوط يتقدم بطعن رسمي على نتيجة انتخابات الدائرة الرابعة بأسيوط.. ويؤكد: لن أتنازل عن... «أبناء مصر»: رئيس الحزب يشارك في اجتماع «الوطنية للانتخابات» ويكلف بإعداد تقارير الدعاية للمرشحين محمد الشاذلي يبحث مع محافظ القاهرة آليات جديدة لتيسير خدمات الصحفيين وتعزيز التعاون المشترك

جدو يحيى حقي

حسن الحلوجي حسن الحلوجي

أراه دائمًا جدى الذى يغدق علىّ بالحنان وبالحكمة، والابتسامة الحانية التى ترافقها نبرة حوار هادئة، وأعترف بأنى أحب حكاياته التى يرويها بنفسه، ربما أكثر من التى يرويها فى أعماله الإبداعية.

يحكى كفلاح على مصطبة، يرتدى زى الأفندية لكن لسانه لا يرتدى هذا الزى، لديه خلطة معجونة بمهارة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. يدهشنى فى حكاياته أنه يروى ويتنقل من موضوع لموضوع بانسياب وغزارة الماء العذب رائق الصفحة، شفاف البصيرة. منذ فترة عكفت على جمع حواراته وتسجيلاته فى الإذاعة وفى التلفزيون، وأحببت مقالاته بنفس قدر إعجابى بأعماله الإبداعية، لأنه كان يجيب فيها عن أسئلة تشغلنى حول الحياة وحول الهوية المصرية وطبيعة الشخصية المصرية وشكل «العيشة» فى مصر.

من كتبه المفضلة لدى«كناسة الدكان» الذى تطرق فيه لموضوعات مألوفة كانت تشغلنى، لكنّ كاتبا لم يرض شغفى بالحديث عنها بنفس الطريقة، مثل حديثه عن «السقساقة» التى تنبئ حين تصيح بضيف مجهول ينوى زيارتنا. والمجهول لديه يولد التأمل، والتأمل يتسع لنزعة صوفية، والصوفية لديه تجنح الى الواقع لا الى الانعزال والغموض، صوفية تشبه الحياة مثل حى السيدة زينب الذى ولد فيه، ومحاسيب ام هاشم، مثل الريفيين الذين يزورونها والذين ذكرهم فى أحد حواراته، فقال: «منظر الفلاحين اللى جايين من أقصى الأرياف بروح تبجيل شديد لمقام الست ام هاشم، واشوفهم كانوا يبوسوا العتبة ويتمسحوا ويتصدقوا للفقرا، وبعدين يركبوا سوارس من السيدة زينب لسيدنا الحسين لأن دى كانت الجولة السياحية بتاعة القاهرة ويروحوا السيدة سكينة ويمكن فيها جنينة الحيوانات».

ولعل سلاسته طبيعة فيه قبل أن تفرضها طبيعة عمله السابقة كدبلوماسى لمدة واحد وعشرين عاما قبل أن يبتدئ إدارة مصلحة الفنون حتى منتصف الخمسينيات، وهى مراحل مهنية امتزجت بحياته فولدت رؤية تعبر عن مصريتها بصدق شديد.

استمع إليه وهو يمتدح الفلاح المصرى وطين الأرض وعمال التراحيل والبنائين وأدوات البائع وعالم السوق، فأراه شاهدًا على الحياة المصرية كما لم يتيسر لغيره، وأحد الأسباب أن تجربة الحياة والعمر مكنته من ذلك، وهو يؤكد ذلك حين يقول: و«كأننى أمسكت القرن العشرين من مبدئه»، هكذا يرى يحيى حقى نفسه شاهدا على قرن من الزمان عاشه كله إلا بضع سنوات، فكان يحيى حقى خير مؤرخ للحياة الإنسانية فى هذا القرن الذى يراه «من أمتع الحقب التى مرت بها الإنسانية».